كشفت دراسة كندية حديثة عن أن العلاج بالمضادات الحيوية قد يزيد من حدة الإصابة بالربو أو حساسية الصدر وخصوصًا عند الأطفال، وذلك من خلال دراسة أجريت على الفئران صغيرة السن، حيث وجد الباحثون أن العلاج بالمضاد الحيوى "vancomycin " يزيد من حدة الربو التنفسى.
وقد يتسبب أحيانًا فى الإصابة بأزمة تنفسية جديدة، وفسرت ذلك بموت البكتيريا النافعة الموجود بالأمعاء جراء استخدام المضادات الحيوية، وهو ما يعجل فى النهاية ببدء الأزمة التنفسية.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية " European Molecular Biology Organization "، وذلك فى العدد الصادر فى التاسع عشر من شهر مارس الجارى، وأشرف على إجرائها عدد من الباحثين بجامعة بريتش كولومبيا فى كندا.
وقام الباحثون بإخضاع عدد من فئران التجارب مختلفة الأعمار لبرامج وكورسات من المضادات الحيوية، لرؤية مدى العلاقة بين اختلاف نوعية وعدد المستعمرات البكتيرية فى الأمعاء، وبين دورها فى بدء الأزمة التنفسية، حيث وجدوا أن استخدام مضاد الفانكومايسين على الفئران صغيرة العمر استطاع تغيير نوعية الميكروبات الموجودة بالأمعاء وعددها، وهو ما رفع فى النهاية من فرصة الإصابة بنوبات جديدة من حساسية الصدر.
وفسر الباحثون هذه النتائج، مشيرين إلى أن نوعية وعدد المستعمرات البكتيرية الموجودة بالأمعاء فى مقتبل عمر الإنسان، تلعب دورا أساسيًا فى تشكيل وتطوير الجهاز المناعى الخاص به طوال حياته، ولذلك فعند حدوث أى اختلال فى توازن هذه البيئة البكتيرية.
سينتج عنه حدوث خلل فى قدرة الجسم على مواجهة الأمراض المختلفة على حسب نوع المضاد الحيوي، مضيفين بأن الفانكومايسين تسبب فى حدوث خلل فى الجهاز المناعي، أدى فى النهاية إلى حدوث التهابات كبيرة، بما يرفع من فرص الإصابة بنوبة تنفسية جديدة.
وتتسبب حساسية الصدر فى إصابة حوالى 100 مليون شخص حول العالم، ويزاد هذا الرقم كل عام، وخصوصًا بين الأطفال وفى الدول الصناعية، ويعتبر معالجة مياه الصرف الصحى والاستخدام الواسع للمضادات الحيوية من أهم أسباب انتشار هذه الأزمة التنفسية، حيث يتسببان فى ظهور سلالات جديدة من البكتيريا المحورة.
الكاتب: إسلام إبراهيم
المصدر: موقع اليوم السابع